وطن " ذاك الفضاء الواسع لأجله تهون التضحيات ، و لأمنه تسهر العيون ، بكل التفاصيل يبقى الأكبر بالقلوب و الانتماء له يزداد ولا يفنى .
" وطن " يبقى الحلم الأكبر للجميع أن يظل بلا أوجاع و أحزان تلفه ، وطن شامخ متعالي على الجراح ، و يستعيد نقاءه على يد الشرفاء من أبنائه .
همسة فلسطينية
من الفاء تعلمنا " فلسفة الحياة " بكل متناقضاتها ، عرفنا بها أن الأوطان ليست رمزاً فحسب بل هي الروح الحيَّة فينا ، تيقنا بأن الحياة لا ترسم الأفراح لنا دوماً و للحزن بالوجود مكان .
من لامها صنعنا " لا " فعلى تلك الأرض الطاهرة لا سلام مع الشيطان ، لا مساومة على الوطن ، لا تنازل
و لا استسلام .
السين ترجمت لنا معنى " سرٌ إلهي " عشق تلك الأرض رابض بصدورنا ، يحبها الصغير و الكبير ، اللاجئ و المقيم ، عشقها عجزنا عن تفسيره ، فكأنه حليب نرضعه من أمهاتنا في المهد ، سلمنا أخيراً ما هو إلا سر إلهي يُمنح لنا .
الطاء برونقها منحتها طهراً لا يُهتك ، فبقت العذراء رغم الاغتصاب ، و ظلت بنقاءٍ لا يشبهه شئ ولا أحد
أما مع الياء يولد طفلاً ، يحبو ، يكبر ، يشيخ و يظل يردد " فلسطين لنا و ستظل " ، واللاجئ ممسكاً بمفتاحٍ ورثه " لن أبقى لاجئ سأعود " ، و نظل كلنا نصرخ بصوتٍ واحد " فلسطين وطن الجميع ، فهبوا لنصرته " .
نونٌ تخاطبنا و تُخجلنا " نأكل و ننام " فأين حماة الأوطان ؟!!
والتاء تلم تشتتنا ، تحتضنا ، تنهي فرقتنا و تدعو معنا بذلك ، فهل سنخذل نداء الوطن !! أم سنبقى شرفاء أحرار ؟!!.
" كل الناس لهم وطن يعيشون فيه ، إلا نحن لنا وطن يعيش فينا