لم نستطع كبح مشاعرنا التي لم تعش إلا في قلبك الحزين , ألم كبير خرج من فوهة قلوبنا ليملأ أعيننا أحزان عميقة , دموع ذرفتها رموشنا... تساقطت بشدة .. ملأت أجسادنا الضعيفة , نعم لم نستطع كبح مشاعرنا ... من أين ستأتي السعادة المرهفة .. لطالما غرقت بجرحك الكثيف .. ونحن امامك مستضعفين كباقي كائنات الأرض .. تسفك دماءك أمام اعين الجميع ... وما باليد حيلة ... تهدم أحلامك.. آمالك التي لم تعتد إلا فتح جرح جديد في كل صباح أبيض ... ليلك أصبح نهارك ... صدقينا ألمك هو ألمنا ولكن الفرق أنك تتعايشين الأحداث بشبكة عينك ... ونحن نسمع لهفتك وصرختك .... ونرى قصة وحكاية في كل قطرة دم تنزفين .... و صدقينا كما ان ترابك يلطخ بدماءك الطاهرة ... حبك هو قطعة من جسدنا بل جسدنا كاملا .. كلما زاد الظلم على أرضك ... زادت العزيمة على الصمود ...
يا أرضنا ... يكفيك حزنا وشوقا ... في كل نظرة عشق لك تزيدين الجرح في أعماقنا ... أنت جرح حاد فينا ولكن نعشق ذاك الجرح صدقينا ... مع كل اشراقة شمس فجر جميل ... تنادينا زهورنا وأشجارنا ... ينادينا النرجس .. ينادينا الياقوت ... تنادينا سهولنا العطشة من بعدنا عنها ... والله يا أرضنا لو كان الأمر بيدنا لاقتربنا خطوة منك كل ثانية نمشي على دروب الحب ونعزف أجمل ألحان الحرية ... إشتقنا لك يا وطننا... أصبري يا أرض الكرامة ... فغاياتك ترسمها أحزان الاطفال وتسطرها أحلام الكبار في سماءك الزرقاء ... آآآآآآآآآآآه يا وطني ... بكى الطير من أجلك ... حقك المسلوب بكى عليه مرجان البحر ... الزمن هكذا يلاحقك .. ولكن الصبر والإحتساب والثبات على الدين يوصلك لأسمى الغايات ... لن نتوقف عن الهمس بإسمك ... ولن نتخلى بيوم عن شبر من أرض ... بل سنخرج سويا بشبكة يد واحدة ... متجاوزين ضباب الغدر ... لنحفر وننقش حبنا لك على كل صخرة لؤلؤية في أرضك ... معلنين أمام العالم بأكمله ... اننا لن نساوم ولن نتخلى عن حبة تراب من أرضك