احببتك منذ طفولتي ولكنني لم اراك الا بالصور
تعلق بك قلبي كما يتعلق الطفل باحضان امه
واتمنى ان اغمض عيني وافتحها لاجد نفسي ولو على حدودك فقط عندها ساتحدى العالم لارمي بنفسي بين احضانك
واستنشق عطر ترابك الذي سقاه دماء شهدائك
امي فلسطين لقد تركتك منذ 61 عاما رغم انفي ومسلوب الارادة ولكن حنيني وشوقي اليك لم يتغير بل سار في اتجاه الزيادة فكلما زادت سنوات الحرمات زاد مدى حبي واشتياقي لك
احبك حبا لااكاد اصدق ان انسان قد احب مثله فقد رحلت في عينيك شراعا ولم اجد شاطئا لينقذني ولا صخرة لاتكسر عليها وسكنت في شفتيك ابتسامة كل كلمات الحب التي اقولها لايوجد مقياس لقياسها
فحبي لك قد جمع بين الشوق والحنين في ثنايا الغربة القاتلة ولو لخص الفعل لاستطاعت الكلمات تحقيق مايقال فكل مافي قلبي من عواطف قد سرى نحوك دون جدال او نقاش
في دائرة صمت يكاد كل العالم ان يقف عاجزا عن وضع حرف واحد لتحريك الصمت فيها او في احجية يعجز اي عالم او نابغة عن حلها
فسازرع في قلب ابنائي كما زرع والداي حبك في قلبي
فهنالك حلقة مفرغة يعجز كل العالم عن ايجادها عن علاقتنا بك فلم ولن يجدها احدا من البشر لاننا وحدنا القادرون على تلخيص مافي داخلنا من حب واخلاص وهي ان تخلص لمن تحب كانك تراه بالرغم من انه بعيدا عنك
فالحمد لله الذي الهمنا صبرا نكاد نحسد عليه على فقدان ابنائنا لنسقي ارضك الطاهرة بدمائهم الزكية والهمنا الله صبرا على تشريدنا وسلب امنا منا وقد كتب علينا ان نسمى لاجئيين ونحن اصحاب ارض ولكننا لم نبالي ومازلنا على عزيمتنا وانسانا الله بقدرته كلمة الياس والملل
ومازلنا نواصل مسيرة الجهاد التي تسري في تركيبات معقدة لن يفهم مقدار صعوبتها الا اصحاب الاصرار والعزيمة ومازلنا سائرين على دربنا حتى تحقيق النصر واعلاء راية فلسطين فوق الاقصى المسلوب والقدس الجريح
ودمت يافلسطين اما لنا فبعدك عنا قد جعل من اطفالك رجالا يواجهون المستحيل وقد محو من قاموسهم كلمة لا للابد