يحتاج جسم الإنسان البالغ إلى ما معدله 7-8 ساعات من النوم في اليوم، حتى يستطيع القيام بجميع وظائفه الحيوية على أكمل وجه.
ويزيد هذا العدد إلى 16 ساعة بالنسبة للأطفال الرضع و يقل إلى حوالى 5-6 ساعات بالنسبة لكبار السن.
وتأثيرات الحرمان من النوم "SLEEP DEPRIVATION" تشير الى كثير من الدراسات الأولية التي أجريت منذ أكثر من عقدين على الحيوانات والتي تم فيها دراسة أثر الحرمان، الحاد والمزمن، من النّوم، أكبر الأدلة على أهمية النّوم السليم والكافي والتبعات الخطيرة التي تنتج عن الحرمان منه.
ونشير هنا الى دراسة للدكتور إيفيرسون، أجريت على الفئران ونشرت عام 1989 في مجلة "النّوم" الطبية أظهرت موت جميع الفئران الذين حرموا عمدا من النوم كليّةً بعد عدة أيام وذلك بسبب مضاعفات خطيرة ظهرت على شكل هزال شديد وتقرحات في الجلد واختلال في عملية التمثيل الغذائي ومن ثم تسمم الدم البكتيري نتيجةً لتدهور نظام المناعة.
أما بالنسبة للدراسات الطبية التي أجراها العلماء على الإنسان فقد استمر الحرمان القهري من النوم لمعدل 5 إلى 10 أيام فقط نظرا لنوبة النوم القهري التي انتابت الأشخاص تحت التجربة وذلك بعد أعراض الهلوسة واضطراب الأعصاب وقلة التركيز.
ومن ضمن الوظائف المهمة للنوم وظيفة إعادة شحن الطاقة والمساعدة على النمو الجسدي والعقلي وصيانة أعضاء الجسم لضمان قوة التركيز والنشاط أثناء النهار.
وضمن هذا السياق لا بد من الحديث عن أهمية نوعية النوم واستقراره أثناء الليل والذي لا يقل أهمية عن عدد ساعات النوم الكافية.
فالمريض الذي يعاني من رداءة طبيعة النوم أثناء الليل – وإن كان طويلا من حيث الوقت - قد يعاني من نفس المشاكل التي يعاني منها المحروم من ساعات النوم الكافية
مضاعفات الحرمان من النوم
من مضاعفات الحرمان المزمن من النوم تعكر المزاج وقلة التركيز وسوء الذاكرة قصيرة الأمد وصعوبة إعطاء الآراء السديدة وكذلك زيادة حالات النّعاس والنوم القهري أثناء النهار.
ولعل من أخطر مضاعفات الحرمان من النوم – بقسميه الحاد والمزمن – زيادة نسبة حوادث السيارات.
فقد بينت الكثير من الدراسات (ومنها دراسة الدكتور ستاتس عام 2003) زيادة معدل حوادث السير إلى ما يقرب من 5 أضعاف عند الأشخاص المحرومين من النوم لمدة تزيد عن 20 ساعة متواصلة وكذلك عند الأشخاص الذين ناموا لما يقرب من 4 ساعات فقط في الليلة السابقة للحادث مقارنة بغيرهم من أصحاب النوم الكافي.
وخلصت هذه الدراسة إلى أن العمل في أكثر من وظيفة (صباحية ومسائية) والعمل بنظام المناوبات والقيادة بعد أكثر من 15 ساعة متواصلة بدون نوم وخاصة خلال ساعات الليل المتأخرة، تعد من أهم العوامل الرئيسة لحوادث السير.
وفي ضمن السياق يعاني كثير من المحرومين من عدد ساعات النوم الكافية – خاصة موظفوا المناوبات الليلية - من بعض المشاكل الصحية أكثر من غيرهم كزيادة نسبة التهابات الجهاز التنفسي كالزكام وغيرها والنزلات المعوية بالإضافة إلى زيادة المشاكل العائلية والاجتماعية.
الوقاية والعلاج
لايمكن التخلص من الآثار الخطيرة للحرمان الحاد أو المزمن من النوم إلا بالنّوم السليم وأخذ القسط الكافي من راحة البدن أثناء الليل.
فتجنب أسباب السهر بالليل حتى أثناء الإجازات وانتظام ساعات النوم والاستيقاظ واعتبار النوم واحدا من أهم الأولويات في خضم حياتنا الاجتماعية والتي يجب احترام مواعيده بصفة يومية، يعد من أهم أسباب النوم الصحي والسليم.
أما من يعاني من الأرق المزمن أو عدم القدرة على ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ أو من أعراض الشخير وغيرها من اضطرابات التنفس أو الحركة أو النعاس المفرط أثناء النهار فيجب عليه زيارة طبيب اضطرابات النوم في أقرب فرصة لعرض المشكلة وطلب النصيحة والعلاج المناسبين.